الدلفين طبقاً لكثير من التصنيفات يتم اعتباره أذكى حيوان على الإطلاق، وعلى عكس الشائع بين الناس الدلفين أذكى من قردة الشامبانزي والأخطبوط أيضاً، ويحتوي عالمناً على أكثر من ٨ أنواع من الدلافين أشهرهم الدولفين "قاروري الأنف" وهو الدلفين المبتسم الذي نراه في العروض والصور.
هذا النوع يعتبر أذكى الأنواع من الموجودين بالإضافة إلى أن الدولفين قاروري الأنف هو الدولفين الوحيد الذي لديه فقرات عنق مرنة مما تمكنه من تنفيذ وعمل حركات بهلوانية، ويمتلك أيضاً أكبر دماغ مقارنة بباقي الأنواع الاخرى وحجم دماغه الكبيرة هي واحدة من الأشياء التي يعتقد الباحثين من خلالها أنها السبب في مساعدته للبشر.
أدمغة الدلافين
تمتلك الدلافين أدمغة كبيرة بشكل غير اعتيادي مقارنة بحجم أجسامهم، حيث أن كتلة الدماغ تعتبر مؤشر تقريبي لذكاء الحيوان بغض النظر أنها ليست قاعدة عامة وهناك عدة عوامل اخرى كعدد الخلايا العصبية وغيرها، لكن في العموم كلما ذاد حجم الدماغ كلما كان مؤهل أكثر للادراك وتنفيذ وظائف معقدة.
قدرات الدلافين
بالفعل الدولفين لديه قدرات في غاية الغرابة، الدلافين لديها ذاكرة قوية تمكنها من تذكر الأشخاص اللذين يطعموهم ويعاملوهم بلطف، وأيضاً تذكرها لأفراد السرب الخاص بها لمدة تصل إلى ٢٠ عام، بالإضافة إلى استخدامها للأدوات وتعرفها على نفسها أمام المرايات وهذا الأمر ليس منتشراً بين الحيوانات.
الدلفين عندما ينظر إلى نفسه أمام المرآة يكون مدرك أنه هو لا يخاف أو يكون في حالة من الاندهاش، بل أن إذا كان هناك علامة غير مألوفة في جسمه يقوم بالتركيز عليها عند نظره إلى المرآة ويعلم أنها بالأمر الغريب وهذا الأمر يعتبر حالة نادرة جداً في عالم الحيوان، وبالنسبة لمالكي القطط لابد أنهم قد سبق ورأوا أنه عندما تنظر القطة لنفسها في المرآة تشعر بحالة من الذعر والخوف.
لماذا تحب الدلافين الإنسان؟
يرجع سبب حب الدلافين للإنسان أن الدلافين لديها ذاكرة قوية جداً تمكنها من تذكر الأشخاص اللذين يعاملوها بلطف وإطعامها وأيضاً وصف الباحثين للدلافين أنها مخلوقات مدركة تماماً لذاتها حيث يعتقدوا أن القدرة العقلية للدلافين تمكنهم من ادراك بشكل أو بأخر حالة الخطر التي يقع فيها البشر لذلك تساعد الدلافين البشر للخروج من الماء لمعرفتها أنهم ليسوا من بيئة البحر وإرجاعهم إلى اليابسة.
حيث أن هذا الأمر لايتوقف عند الدلافين المُدربة فقط بل هي أحد الأشياء الفطرية عند الدلافين، تمتلك الدلافين مستويات عالية استثنائية من الإدراك العاطفي والاجتماعي، هذا يجعلنا ندرك أن ليس بمجرد أن الحيوان ذكي هذا يجعله يتعاطف مع البشر فهناك حيوان مثل الذئب في غاية الذكاء لكن إذا ظهرت أمامه من الممكن أن يفترسك.
في حين أن الكلب لديه نفس المستوي من الذكاء تقريباً لكنه يتعاطف مع البشر ويتفاعل معها، هنا لا نذكر الكلاب الموجود في الشوارع بل هناك سلالات من الكلاب في غاية القوة تبدو وكأنها معدات قتال فتاكة وأقوي من الذئاب، لكن بالرغم من ذلك لديها ولاء إلى صاحبها من المستحيل أن تقوم بايذائه، وهذا هو نفس الأمر لدى الدلافين، الدلافين مخلوقات ذكية لكنها في نفس الوقت أيضاً لديها مشاعر وعواطف فطرية.
مجتمع الدلافين
بالإضافة إلى أنها مخلوقات إجتماعية من الدرجة الأولى، حيث تعيش الدلافين عادة في مجتمعات تصل إلى مئات الدلافين بينهم روابط قوية أيضاً ومساعدة بعضهم البعض في البحث عن الطعام واصطياد الأسماك وتربية صغارهم وتوفير الحماية اللازمة من الحيوانات المفترسة، وبالرغم من أن القروش أقوي بكثير من الدلافين إلا أن الدلافين عندما تتحرك بشكل جماعي تتمكن من تخويف القروش التي تتحرك عادة بشمل فردى.
مواقف تثبت علاقة الدلافين مع البشر
هناك الكثير من المواقف التي تثبت علاقة الدلافين مع البشر مثل إصابة شخص في الماء وقام الدولفين بإنقاذه وإخراجه إلى الشاطئ أو أن أحد الأشخاص يغرق وقام الدولفين برفعه إلى سطح الماء لكي يتنفس، بل أن هناك واقعة أنقذت فيها الدلافين ٤ أشخاص مرة واحدة.
فقد كان هناك ٤ أشخاص في الماء بالقرب من شاطئ أحد الجزر في نيوزيلاندا وظهر أمامهم مجموعة من الدلافين في البداية كانوا في حالة من السعادة وقدرتهم على اللعب مع الدلافين لكن بعد لحظات قد تفاجئوا أن الدلافين تقوم بإخراجهم من الماء جيث كانوا في حالة من الاندهاش وهو إصرار الدلافين على خروجهم من الماء بدلاً من اللعب سوياً.
ومع الوقت قد إكتشفوا أن سمكة قرش أبيض بلغ طولها تقريباً ٣ أمتار كانت تحوم حول الأشخاص في المكان حيث كانت مجموعة الدلافين هذه تحرس مجموعة الاشخاص الموجودة لمدة بلغت ٤٠ دقيقة تقريباً إلى أن ذهبت سمكة القرش الأبيض بعيداً عنهم، وهذه القصة تم نقلها بواسطة صحيفة الجارديان والصحافة النيوزلندية بالإضافة إلى شخص يدعى (روب هاوس) وهو أحد الشهود على الواقعة.
مساعدة الدلافين للبشر
من الأشياء الطريفة أيضاً في بعض الدول الآسيوية أن الدلافين تقوم بمساعدة الصيادين، حيث تقوم الصيادين بتدريبهم للالحاق بالسمك الموجود وتوجيههم نايحة الشبكة، وبمجرد اقتراب الأسماك من شبكات الصيد تصدر الدلافين أصواتاً معينة لكي تنبه الصيادين لرفع شبكات الصيد لاصطياد الأسماك الموجودة بداخلها، وفي النهاية يكافئ الصيادين الدلافين من خلال إلقاء كمية من الأسماك لهم.
ينطبق الأمر أيضاً في بعض الدول الاخرى مثل البرازيل موريتانيا وميانمار حيث تساعد الدلافين الصيادين دون تدريبهم على ذلك مقابل إلقاء كمية من الأسماك لهم في النهاية.
مساعدة الدلافين لكثير من المخلوقات
مساعدة الدلافين ليست مقتصرة على البشر فقط بل أن الدلافين تساعد مخلوقات كثيرة والدليل على ذلك واقعة شهيرة لكلب كان يتواجد على قارب للصيد برفقة صاحبه، ولكنه سقط في الماء والقارب يبحر وبمجرد تحرك صاحب الكلب لإنقاذه فقد وجد دولفين يسبح على سطح الماء وقد حمل الكلب فوق ظهره وتوجه به إلى قارب الصيد.
مصدر تهديد حياة مجتمع الدلافين
في النهاية بالرغم من حب الدلافين للبشر ومساعدتهم لهم إلا أن البشر هم أكبر عدو للدلافين سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن أعداد الدلافين بدأت في التناقص في البحار والمحيطات ويرجع ذلك لأنشطة الصيد الجائر واستخدام شباك الجر الضخمة التي عادةً الدلافين تعلق بداخلها.
بالإضافة إلى ذلك الملوثات وسموم حيوية يتم تسريبها للبحر من خلال السفن التجارية أو السياحية والترفيهية، وأيضاً قيام بعض الدول الآسيوية كاليابان وتايوان باصطياد الدلافين لأكلها على الرغم من وجود الكثير من الأبحاث والدرسات التي تثبت أن تناول لحم الدلافين ليس صحيًا ويزيد من مستوى الزئبق في الجسم، وهذا أحدث أسباب تناقص أعداد الدلافين بشكل مستمر.