ما هي قلعة هوسكا؟
قلعة هوسكا (Houska castle)، هي قلعة تشيكية حولها الكثير من الأساطير المظلمة، وتم بناءها في القرن الثالث عشر على نظام العمارة القوطي (Gothic)، في عهد أوتوكار الثاني (Ottokar) أو ملك بوهيميا (Bohemia) بين عامي 1253 - 1278 م، القلعة التي تم بناءها على أن تصبح المركز الإداري للدولة بأكملها.
لكن الغريب أن أوتوكار الثاني قد أمر ببناء كنيسة داخل القلعة، والسؤال هنا، القلعة تتواجد على جرف صخري، وهذا مكان بعيد في الريف التشيكي، حيث تبُعد القلعة بحوالي ساعة عن مدينة براغ (Prague) عاصمة جمهورية التشيك.
وتعتبر قلعة هوسكا واحدة من أكثر الأماكن المسكونة في العالم بالإضافة إلى الأساطير الغريبة حولها، القلعة التي من بداية إنشائها أخذت تنتقل ملكيتها من شخص لاخر من الطبقة الغنية، وفي عام 1897، اشترت أميرة نمساوية القلعة، وفي عام 1924، يقوم مليونير تشيكيًا بشرائها.
حيث يقال أن الجيش النازي قام بتحوليها إلى معسكر لتجاربه الغامضة، وخلال الترميمات التي حدثت في القلعة تم العثور على هياكل عظمية، وتعود هذه الهياكل إلى الجيش النازي.
قلعة هوسكا من الداخل
ومن النظر الأولى للقلعة ستجدها مبنى عاديًا، لكن عند التركيز سوف تلاحظ أن نوافذ القلعة ما هي إلى نوافذ مزيفة ومجرد ديكور، ورائها ألواح زجاجية من الداخل فقط، ولا يوجد بها أي مصدر للمياه أو الصرف الصحي.
بالإضافة إلى عدم وجود مطبخ بداخلها، وعند الإطلاع على تاريخ القلعة ستجد أنها في معظم الأوقات كانت خالية تمامًا، لم يسكنها أي مجموعة بشكلٍ دائم.
كانت قلعة هوسكا خالية على فترات طويلة، أما موقع القلعة مكان غريب أيضًا، حيث تبعد القلعة عن العاصمة وتتواجد في وسط الجبال والغابات، وهذا الموقع ليس له قيمة حربية أو عسكرية ويبعد عن الطرق التجارية، خصوصًا أن لا يوجد فائدة منها، فالموقع ليس الشيء الوحيد والغريب في القصة.
فبنية القلعة نفسها غريبة، الجدران سميكة بدرجة كبيرة، والسُمك يزداد من الأعلى إلى الأسفل إلى الوصول لأرضية القلعة، والطابق الأرضي للقلعة عبارة عن كنيسة كاملة.
كنيسة تم بناءها على نظام العمارة القوطية (Gothic architecture)، وفن العمارة القوطية هو فن ظهر في فرنسا في عصر النهضة، وتم استخدامه في بناء كنائس أوروبا بأكملها.
ويوجد على جدران الكنيسة تراتيل مكتوبة بشكلٍ كامل، نصفها يتكلم عن الملائكة والجنة، والنصف الآخر يتكلم عن الشياطين وجهنهم الذي يعيشون فيها.
قلعة هوسكا لم يتم بناءها من أجل الحماية أو لتكون مركزًا إداريًا كما ذُكر، فهناك حقيقة اخري في القصة، جدران الكنيسة هى أقدم لوحات فنية في أوروبا، وخصوصًا أنها تُظهر صورة الملاك ميكائيل، والمعروف أنه حارب الشيطان لتكبره على ربنا، والتنين التي لا يزال واحد من رموز الشيطان طبقًا لوجهة نظر أوروبا وقتها.
بالإضافة إلى لوحة آخرى لمخلوق غريب، شيطان يرفع يده اليسرى وحسب الطقوس الوثنية، الايد اليسرى المرفوعة فهي تدل على خدمة الشيطان.
هذه اللوحات تعزز الأساطير التي يتم حكيها عن القلعة، قلعة هوسكا تم بناءها فوق بوابة عابرة للأبعاد الكونية، والكنيسة تحديدًا تم بناءها فوق حفرة ضخمة، هذه الحفرة مدخل للعالم السفلي وكما يعتقد أنه مليئة بالشياطين والمخلوقات الغريبة، والغرض من بناء القلعة والكنيسة هو عدم عبور هذه المخلوقات من البوابة.
الأساطير والحكايات حول قلعة هوسكا
الحكايات والأساطير مازالت مستمرة، حيث بعد مرور عدة سنوات من بناء قلعة هوسكا تعرضت المنطقة التي بنيت عليها القلعة إلى زلازل، وبدا سكان القري بالشكوى من أصوات غريبة، أصوات مصدرها المنحدر الصخري المبني فوقه القلعة.
وبالفعل عثر المستكشفين على حفرة ضخمة أسفلها، وينبعث منها رائحة مميزة وغريبة، السكان يذكرون أساطير عن هذه الحفرة، وهو قديمًا وعند بناء قلعة هوسكا، هذه الحفرة كان يخرج منها مخلوقات غريبة، مخلوقات كانت تهاجم الأشخاص في عز النهار، مخلوقات هجينة بين الإنسان والحيوان، المخلوقات التي كانت تزحف من الحفرة وتخرج منها، بالإضافة إلى المخلوقات التي كانت تخرج من الحفرة وتمتلك أجنحة.
بعد ذلك يتم بناء قلعة هوسكا فوق الحفرة، حيث أحضر الملك كافة المساجين المحكوم عليها بالاعدام، وطلب منهم النزول إلى الحفرة مقابل الإفراج عنهم، ولكن بشرط أن يقولوا ماذا وجدو داخل الحفرة، وبالفعل وافق أحد المحكوم عليهم.
فقد تم ربطه ونزل إلى داخل الحفرة، لكن إذ فجأةً يسمعون صوت صراخه طالبًا منهم الاستغاثة، وعند سحبه قد تفاجئوا بتغير شكله، حيث تحول إلى رجلًا عجوز، تغير شعره للون الأبيض، وتوفي في بعد الحادثة بيومين، وكانت أسباب موته غير معلومة، ويمر 700 عائم ومازالت القلعة مكانها.
هناك تقارير تصدر أن الأشخاص تسمع أصواتًا تصدر من أسفل الكنيسة، وهذا يعني كما يُعتقد أنها شياطين تحاول العبور من البوابة الكونية لعالمنا.
وهناك سائحين قد رأوا أشباحًا داخل القلعة، وزار القلعة عدد كبير من المهتمين بقصص الأشباح بالإضافة إلى القنوات التلفزيونية، والذين أجمعوا جميعهم أن القلعة مسكونة.
ويعد أكثر مكان نشط بالأشباح في العالم، وهناك مجموعة من الأشخاص قد سكنت القلعة لعدة أيام، وبلغوا بعد ذلك عن ما حدث، وهو سماعهم أصوات صرخات بعيدة، كان مصدرها أسفل الكنيسة الموجودة داخل القلعة.
حيث ذكر أحد مُلاك القلعة، أنه رأى أطيافًا تقترب منه، بالاضافة إلى آخرين يذكروا أنهم رأوا كلبًا أسودًا كبير كان يظهر من وقت لآخر، بالإضافة إلى تصرفات الكلاب الغريبة بمجرد دخولها إلى المكان.
ويقال أن الألمان قد علموا السر وراء الأصوات المصدرة من القلعة، لذلك الألمان في الحرب العالمية الثانية قرروا أن يعسكروا داخل قلعة هوسكا، وهذا كان محاولة لتسخير المخلوقات في الحفرة لخدمة الجيش النازي.
فقد دخل الجيش الألماني إلى التشيك دون إطلاق النيران، والقلعة كانت بعيدة عن أي موقع للحرب الألمانية، لكن الجنود الألمان سكنوا قلعة هوسكا وبعد مرور عدة سنوات يتركوا القلعة والمنطقة ويرحلون.
لكن قبل تركهم القلعة، يقوموا بحرق أي ورقة تخص تجاربهم بداخلها، لم يعلم أحد سبب سكنهم في هذه القلعة، والآن أصبحت قلعة هوسكا مزارًا سياحيًا وتحديدًا لمحبي الرعب والمغامرة.
وفي وقت قريب سقط جزء أرضي أسفل القلعة واكتشفوا حفرة كبيرة أسفلها كما كانت تحكي الأساطير، لكن لا يعلم أحد من يسكنها وماذا يوجد بداخلها، كل ما صُدر منها رائحة كبريتية قوية.