كيف ينتج الحبار والأخطبوط الحبر؟

المخلوقات البحرية لديها آليات وطرق تدافع بها عن نفسها، أو تسهل عليها نمط الحياة التي تعيشها في أعماق البحار، فتجد مخلوقات تستخدم الكهرباء لإخافة المفترسين كأسماك الرعاد (Electric ray)، ومخلوقات أخرى تمتلك مصابيح ذاتية تمكنها من الرؤية في الأماكن المُظلمة، ومخلوقات لديها أسنان حادة وأخرى تمتلك زعانف قوية وهكذا، 

كيف ينتج الحبار والأخطبوط الحبر؟

ولكن وسط هذه المخلوقات البحرية بأكملها يوجد نوع يستخدم آلية غريبة للدفاع عن نفسه "كالحبار" (Cuttlefish) و "الأخطبوط" (Octopus) ، الحبار كما يتضح من إسمه مخلوق ينتج الحبر للدفاع عن نفسه من المفترسين، ولكن كيف يتكون هذا الحبر؟ وكيف يخاف منه المفترسيين؟، وهل الحبر الناتج يمكن استخدامه في الكتابة على الورق؟


في البداية يوجد إشكالية تخص الأحبار و الأخطبوط وهي اعتقاد بعض الناس أنهم نفس المخلوق ولكن هذا غير صحيح، الأخطبوط و الحبار ينتمون إلى نفس العائلة من الرخويات البحرية والتي تسمي "رأسيات الأرجل"، وهذا ما يجعلهم يتشابهون لكن هذا لا يمنع أن كل واحد منهم يمتلك صفة مميزة ومختلفة عن الأخر.

الفرق بين الأخطبوط و الحبار


من حيث الشكل و الأذرع :

الأخطبوط رأسه تكون مستديرة ملساء، لكن الحبار تكون رأسه طويلة مقدمتها تشبه المثلث، الأخطبوط يمتلك ثمانية أزرع يمتدون من أسفل الرأس، في حين أن الحبار يمتلك ثمانية أزرع لكن مضاف إليهم ذراعين يطلق عليهم المجسات، وهكذا يمتلك الحبار عشرة أطراف وليس ثمانية.

الفرق بين الأخطبوط و الحبار
الفرق بين الأخطبوط و الحبار
من حيث الحجم أو الطول : 

الفرق في الحجم بين الأخطبوط و الحبار، الأخطبوط تتراوح أحجامه ما بين سنتيمترات معدودة لتسعة أمتار كحد أقصى، في حين أن الحبار يمكن لبعض أنواعه أن تصل طولها إلى 20 متر.

من حيث الوسائل الدفاعية أو آلية إنتاج و إطلاق الحبر :

الوسائل الدفاعية لكل من الأخطبوط و الحبار، الحبار لديه غدد خاصة تنتج المادة الخاصة بالحبر، وهذه المادة تتكون من طبقة الميلامين والمخاط وبعض الأحماض الامينية، وهكذا يتم إرسال الحبر وتخزينه في مكان مخصص يسمّى "كيس الحبر" والذي يكون قريب من الأمعاء أو فتحة الإخراج، 

حيث يظل الحبار يحتفظ بهذا الكيس إلى الوقت المناسب الذي يحتاجه فيه، وعند تعرضه لموقف خطير أو يتفاجئ بوجود مفترس أمامه يضغط على كيس الحبر هذا عن طريق العضلات فتندفع محتويات الكيس إلى الخارج بقوة والاختلاط مع المياه لتكوين سحابة ضبابية ضخمة،

هذه السحابة الضبابية تلعب أكثر من دور وهو حجب الرؤية تمامًا عن المخلوقات البحرية التي تعتمد على الضوء في عملية الرؤية، وهكذا ترتبك الحيوانات وتقيد حركتها، فهذا بدوره يمنح فرص للحبار بالهروب، فعادة قبل الضغط على كيس الحبر هذا و تكوين السحابة الضبابية يكون بالفعل الحبار قد قرر المكان الذي سيتوجه إليه فور خروج الحبر وانتشاره.

الدور الثاني للحبر وهو تعزيز محاكاة البلعمة من خلال الأحماض الامينية الموجودة تجعل طعم ورائحة الحبر كرائحة الطعام تمامًا بالنسبة للحيوانات المفترسة الموجودة حول الحبار، هذه العملية تقوم بإرباك المفترسين وتجعلهم يهاجمون الحبر اعتقادًا منهم على أنه الغذاء،

وبسبب الخلل الذي يحدث عند المفترسين لا يشعرون بالحبار لحظة هروبه ويرجع ذلك إلى رائحة الحبر المحيطة بالمكان، 


آلية الدفع النفاس للحبار :

بعد إطلاق الحبار للحبر يحتاج إلى وسيلة للهروب من المكان بسرعة فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن الحبار يمتلك آليه تسمي "الدفع النفاس" وهي أن يمتص الحبار المياه من حوله وتخزينها داخل كيس عضلي وبعد ذلك طرد الماء مرةً ثانية إلى خارج جسمه من خلال فتحة ضيقة والذي بدوره يعطيه دفعة قوية للأمام، هذه الطريقة تجعل الحبار يهرب بسرعة تبلغ 40 كم/س والتي تكون سرعة كافية جدًا للاختفاء من المكان في اللحظة التي يتم فيها إطلاق الحبر.

وبالمناسبة يعتبر الحبار أسرع اللافقاريات الموجودة على وجه الأرض، ولذلك يمكنه الهرب بسرعة.

هل الأخطبوط ينتج الحبر مثل الحبار؟

الإجابة بالطبع نعم، بل أن معظم رأسيات الأرجل بما فيهم الاخطبوط و الحبار وبعض الرخويات مثل أرانب البحر لديهم غدد خاصة لإنتاج الحبر وأكياس للتخزين ويستخدمونها في أوقات الخطر، والذي يفرقهم عن بعضهم هي ألوان الحبر نفسها،

وجود أخطبوط الحبر الخاص به لونه أسود و حبار يكون لون الحبر الخاص به مائل إلى اللون الأزرق، وهناك أنواع اخرى يكون الحبر الخاص بهم لونه بني مائل إلى الاحمرار، فالأمر لا يقتصر على لون الحبر فقط، فهناك إختلافات جوهرية آخرى كالمواد التي يتكون منها الحبر نفسه،

حيث يقوم الأخطبوط صاحب الحلقات الزرقاء بخلط الحبر الخاص به بـ "التيترودوكسين" وهي مادة سامة تسبب شلل بمجرد دخولها إلى داخل جسم أي فريسة.

هل يمكن إستخدام حبر الأخطبوط أو الحبار في الكتابة؟

الإجابة والتي من الممكن أن تكون مفاجاة لبعض الأشخاص وهي (نعم)، فأقلام الحبر التي نستخدمها تكون مصنوعة من صبغة ملونة مخلوطة بسائل لزج لسهولة عملية سيلان الحبر من القلم، بالإضافة إلى بعض المثبتات والمواد اللاصقة لتثبيته على الورقة، هذه الشروط جميعها تتوفر في الحبر الذي ينتجه الحبار أو الأخطبوط.


إقرأ أيضًا :
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-