لماذا ينام البعض ساعات قليلة ويستيقظون نشيطين بينما ينام الآخرون طويلاً ويستيقظون مرهقين؟

لماذا يستيقظ البعض نشيطين رغم قلة النوم وآخرون مرهقين رغم كثرة النوم؟

لماذا يستيقظ البعض نشيطين رغم قلة النوم وآخرون مرهقين رغم كثرة النوم؟
قلة النوم وكثرة النوم

عند التأمل في النوم نجد الكثير من حولنا ينامون القليل من الساعات ونتيجة لذلك يستيقظون في حالة من النشاط، وعلى الجانب الآخر ينام البعض طويلاً ويستيقظون مرهقين في حالة من الكسل، فما السبب فهذا المفارقة العجيبة هذه؟


ما يحدث أثناء النوم :

يعتبر النوم من أهم الأنشطة التي نفعلها في حياتنا وضرورية جدًا لصحتنا البدنية والعقلية، أثناء النوم يبدأ الجسم في تصليح الأنسجة وإعادة بناء العضلات وتعزيز جهاز المناعة.

بل أن الدماغ أثناء النوم تعالج المعلومات التي تم استقبالها على مدار اليوم وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى، غير أن النوم يحسن الحالة المزاجية ويقلل من التوتر والقلق وينظم هرمونات الجسم، ولذلك لا يمكننا الاستغناء عن النوم.

عدد ساعات النوم المطلوبة :

بالنسبة إلى عدد ساعات النوم المطلوبة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وجميع المؤسسات الطبية في العالم، أن الشخص الطبيعي يحتاج إلى 7 - 9 ساعات للنوم.

ولكن عند النظر إلى أرض الواقع نجد أن الموضوع يتفاوت ويختلف من شخص لآخر، فالكثير لا يصلون إلى 7 ساعات ويستيقظون نشيطين، وآخرين ينامون أكثر من عدد الساعات ويستيقظون وهم يشعرون أنهم لم يحصلوا على حصتهم الكافية من النوم.


عدد ساعات النوم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية هو مجرد رقم متوسط، يوجد عوامل كثير وحالات يمكن أن تغير هذا الرقم، على سبيل المثال


متلازمة النوم القصير :

يوجد ما يعانون من "متلازمة النوم القصير" هؤلاء ينامون في اليوم 5 ساعات فقط مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الحالات ليست عابرة مثلا لأن الشخص يعاني من القلق خلال فترة الامتحانات، بل تكون هذه طبيعتهم.

وعلى الرغم من عدد ساعات النوم القليلة إلا أنهم يستيقظون وهم في كامل نشاطهم، والمُذهل أن المصابين بهذه المتلازمة لا يعانون من أي مضاعفات أو مشاكل صحية، عدد ساعات النوم القليلة تكفي حاجتهم من النوم.

يذكر الباحثين أنهم لم يتوصلوا إلى سببا يوضح هذا الحالة معتقدين وجود تغير جيني عند هؤلاء الأشخاص، ولذلك هذه المتلازمة وراثية.



متلازمة النوم الطويل :

على الجانب الآخر يعاني البعض من متلازمة اخرى وهي "متلازمة النوم الطويل" هؤلاء الأشخاص لكى يستيقظون في كامل نشاطهم يحتاجون من 10 - 12 ساعة للنوم أقل من ذلك يشعرون بالتعب والإرهاق.

نمط الحياة اليومية لهذه المجموعة سواء العمل أو الدراسة لا يسمح لهم بالنوم ساعات كافية، ولذلك على مدار اليوم يشعرون بالخمول والكسل، وعادة في اجازاتهم نهاية الأسبوع من ممكن أن ينامون 15 ساعة لكى يعوض جسمهم ساعات النوم على مدار الأسبوع.

هذه المتلازمة يصاب بها 2% فقط من البشر، ولكى يتم تشخيص شخص بها لابد أن تتتبع الأطباء نمط نومه لفترة طويلة حتى يشخصوه إذا كان يُعاني من هذه المتلازمة.



الإفراط في عدد ساعات النوم :

أما بالنسبة إلى الإفراط في النوم فهو أمر آخر  الذين ينامون لساعات طويلة دون الحاجة لذلك من جسمهم، يستيقظون في حالة من الخمول مصاحبة للصداع ومع الوقت من الممكن أن يصابون بالاكتئاب.

لأن النوم لساعات طويلة يُحدث خلل في دورة النوم الطبيعية ويسبب اضطراب في إفراز الهرمونات المنظمة للنوم واليقظة، ولذلك هذا الشخص حتى إذا وصلت عدد ساعات نومه إلى 20 ساعة سوف يستيقظ أيضًا في حالة من التعب.


نوم عدد الساعات الطبيعية :

نقطة آخرى بالنسبة للأشخاص الذين ينامون عدد ساعات النوم الطبيعية من 8 - 9 ساعات، ولا يكونون يعانون من أي متلازمة من المتلازمات السابق ذكرها، وعلى الرغم من ذلك أحيانًا يستيقظون في كامل نشاطهم وأحيانًا عكس ذلك، فما السبب؟

السبب ببساطة يرجع إلى عوامل خارجية أثرت على جودة النوم.

يذكر أستاذ طب النوم " إريك تشو " في جامعة هارفارد أن الأشخاص تركز على عدد ساعات النوم التي ينامونها، لكن لا ينتبهون للظروف المحيطة بهم وهم نائمين والتي تأثر بشكل أساسي على النشاط والحالة المزاجية عند الشخص بعد الاستيقاظ.


العوامل المؤثرة على جودة النوم :

على سبيل المثال : النوم على وسادة غير مريحة أو الشعور بالحرارة أثناء النوم بالإضافة إلى الأصوات المحيطة إلخ ..

من العوامل المؤثرة أيضًا على جودة النوم وهو دخول الشخص في حالة النوم العميق، فالنوم عبارة عن دورة متكررة من المراحل وليس مجرد مرحلة واحدة ومنها مرحلة "حركة العين الغير سريعة" وتنقسم إلى ثلاثة مراحل فرعية والتي تمثل 80% من إجمالي النوم.

بعد ذلك يأتي دور المرحلة الرابعة وهي "حركة العين السريعة" بمجرد انقطاع هذه الدورة وعدم اكتمالها يستيقظ الشخص في حالة من التعب والإرهاق حتى إذا مر بالثلاثة مراحل السابقة.

لكن عند اكتمال دورات النوم جميعها ولم تتأثر أو تنقطع في هذه الحالة يستيقظ الشخص في كامل نشاطه.



في النهاية، من أهم العوامل التي تؤثر على عدد ساعات النوم التي نحتاجها هي المرحلة العمرية حيث يحتاج :

  • الرُضع إلى 16 ساعة يومًا 
  • الأطفال (سن 6 - 9 سنوات) 12 ساعة
  • المراهقين 10 ساعات
  • البالغين 7 - 9 ساعات

وكلما زاد عمر الشخص كلما قل عدد ساعات نومه، لآن مع مرور الوقت إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم يقل، بالإضافة إلى قلة إنتاج هرمونات النوم لذلك نجد أن الأجداد عدد ساعات نومهم قليلة.


إقرأ أيضًا : 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-