ماذا يحدث في الجو أثناء تنقل الرئيس الأمريكي من مكان لآخر؟ امكانيات Air Force One؟

عند مشاهدة موكب الرئيس الأمريكي، قد ترى التحركات على الأرض، لكنك قد لا تدرك ما يجري في الجو أثناء انتقاله من مكان إلى آخر. فتنقل الرئيس الأمريكي ليس كتنقل أي رئيس آخر، بل يتم ضمن عملية أمنية معقدة، سواء كانت برية أو جوية، بهدف توفير حماية مشددة عبر طوق أمني محكم لا يمكن اختراقه، وبتكلفة مالية هائلة تفوق التصور.

في هذا المقال، سنستعرض القدرات العسكرية المتطورة والمذهلة التي تُستخدم خصيصًا كموكب محصن لحماية الرئيس الأمريكي في الجو، سواء أثناء تنقله بين الدول أو داخل الدولة نفسها.

من المعروف أن تأمين وحماية الرئيس الأمريكي، باعتباره رئيس أقوى دولة في العالم، مهمة ليست سهلة، بل هي عملية معقدة يرافقه خلالها أفراد مدربون، بالإضافة إلى معدات عسكرية وأمنية متطورة.

امكانيات طائرة Air Force One

يظل هذا التأمين والحماية ثابتين لكل رئيس أمريكي، سواء كان باراك أوباما، جو بايدن، أو الرئيس الحالي دونالد ترامب. في البداية، سنتعرف على كيفية تأمينه جوًا أثناء انتقاله من دولة إلى أخرى.

عندما يرغب الرئيس الأمريكي في السفر من دولة إلى أخرى، يصعد على متن طائرته الرئيسية، التي تُعد الأقوى في العالم، والمعروفة باسم "Air Force One"، وهي طائرة معدلة بخصائص فائقة.

مواصفات طائرة Air Force One

أولًا، لا يُشير هذا الاسم إلى طائرة محددة، بل إلى طائرتين عملاقتين مجهزتين بشكل دائم لضمان نقل الرئيس بأمان داخل الولايات المتحدة وخارجها. ويمكن للرئيس استخدام إحداهما أو كلتيهما معًا، خاصة في حال اصطحابه جميع أفراد أسرته.  


طائرة Air Force One

تتميز هذه الطائرة بأنظمة إلكترونية ودفاعية متطورة، وتصنف كطائرة عسكرية مصممة للتصدي لأي هجوم جوي. وتُعد كل واحدة منهما بمثابة قصر متنقل على هيئة طائرة نفاثة ضخمة، حيث لا مجال لتعطلها أو فشلها، حتى في حال وقوع هجوم نووي على الأرض.


Air Force One from inside
Air Force One from inside

مميزات طائرة Air Force One

تبدو طائرة الرئيس الأمريكي وكأنها طائرة مدنية من حيث الشكل، لكنها في الواقع طائرة عسكرية بامتياز، إذ يمكنها التحول إلى مخبأ محصن لحماية الرئيس عند الحاجة. فهي مزودة بأنظمة دفاعية متطورة، بما في ذلك عتاد مضاد للصواريخ الباليستية، كما أن هيكلها ونوافذها الزجاجية مقاومة للرصاص والانفجارات والنبضات الكهرومغناطيسية.  

تتمتع هذه الطائرة بقدرة على التشويش على طائرات العدو، كما يمكنها إطلاق شعلات ضوئية لتضليل الصواريخ الحرارية.  

إضافة إلى ذلك، تحتوي الطائرة الرئاسية على عدد كبير من صافرات الإنذار، ويمكن أن تتحول فعليًا إلى قبو محصن يختبئ فيه الرئيس في حال وقوع كارثة نووية على الأرض. كما أنها قادرة على التحليق على ارتفاعات أعلى بكثير من الطائرات التجارية العادية، ويمكنها الطيران لمسافات طويلة قد تمتد لأشهر عند الضرورة القصوى.

تتمتع الطائرة بقدرة على التزود بالوقود أثناء التحليق، كما أنها مزودة بـ "قمرة خاصة" تتيح تهريب الرئيس في حال تعرض الطائرة للاختطاف أو لأي تهديد كبير. وتبلغ تكلفة تشغيلها نحو 200,000 دولار لكل ساعة طيران.  

تمتلك الطائرة أيضًا معدات اتصالات آمنة تجعلها مركز قيادة متنقل، إذ تحتوي على (85 خط هاتف)، بالإضافة إلى مجموعة من أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية وأنظمة اتصالات حاسوبية متطورة. وتقترب سرعتها القصوى من سرعة الصوت، حيث تصل إلى نحو 1000 كم/ساعة.  

مساحة طائرة Air Force One من الداخل

أما داخل الطائرة، فيحظى الرئيس ومرافقوه بمساحة تبلغ 370 مترًا مربعًا موزعة على ثلاثة مستويات، تشمل (الجناح الرئاسي الخاص)، و(جناحًا طبيًا) مجهزًا بأحدث التقنيات الطبية، إلى جانب (قاعة للاجتماعات وتناول الطعام). كما تضم (مطبخين صغيرين) قادرين على إعداد الطعام لما يصل إلى 100 شخص في المرة الواحدة.

Air Force One from inside

وتوفر الطائرة خدمة فندقية من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى منطقتين مخصصتين للصحفيين، وكبار المسؤولين، وأفراد الأمن، وموظفي السكرتارية.

يضم "الجناح الرئاسي" على متن الطائرة (غرفة نوم فاخرة)، وحمامًا، وحجرة للتمارين الرياضية، ومكتبًا واسعًا. كما تستطيع الطائرة نقل 76 مسافرًا على متنها، بينما يتكون طاقمها من 26 فردًا، يعملون على تلبية احتياجات الرئيس وضمان راحته خلال الرحلات الجوية.

Air Force One from inside

كيف يتم حماية طائرة الرئيس الأمريكي؟

أثناء تحليق الطائرة الرئاسية، تتم مراقبتها من قبل مئات الجنود على الأرض، بالإضافة إلى أسطول من الطائرات المرافقة في الجو، مع وجود تواصل مستمر ودراسة دقيقة لمسار الرحلة والوجهة المقصودة.  

تتمتع الطائرة الرئاسية بسرعة هائلة، حتى أن أحد طياري "مقاتلات F-16" الذين رافقوها اشتكى من عدم قدرته على مجاراة سرعتها أثناء الطيران.

F-16
Marine One

قبل إقلاع الطائرة الرئاسية، تسبقها طائرات شحن مخصصة لنقل السيارات الرئاسية الليموزين، وشاحنات عناصر الاستخبارات، وأحيانًا الطائرة المروحية الرئاسية المعروفة باسم "Marine One"، التابعة لسلاح مشاة البحرية، إلى جانب معدات أخرى خاصة بحماية الرئيس خلال رحلته.





إقرأ أيضا :
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-